الدليل الرابع: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا قبل موته أن رَدْمَ يأجوج ومأجوج-الذي قال الله تعالى فيه،بعد أن بناه ذو القرنين:(فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) الكهف:97-قد نُقِب وفُتِحَ شيء يسير منه،وهذا الفتح اليسير هو بداية ما أخبر الله به في سورة الأنبياء أنه سيحدث،ففي حديث زينب بنت جَحش،رضي الله عنها،أن النبي صلى الله عليه وسلم،دخل عليها فَزِعا يقول:(لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب،فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه) وحَلَّقَ بإصْبَعِه الإبهام والتي تليها. قالت زينب:ابنة جحش:فقلت:يا رسول الله! أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال:(نعم إذا كَثُر الخَبَث). وهو دليل على أن يأجوج ومأجوج قد استطاعوا أن يحدثوا في السد من النَّقْبِ ما يتمكنون به من الخروج منه. من هم يأجوج ومأجوج؟ إن يأجوج ومأجوج قبيلتان من بني آدم،وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام،كانوا متوحشتين احترفوا الإغارة والسلب والنهب والقتل والظلم من قديم الزمان،وكانوا يقطنون الجزء الشمالي من قارة آسيا،شمالا وغالب كتب التاريخ تشير إلى أنهم منغوليون تتريون،وأن موطنهم يمتد من التبت والصين جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي،وأنهم عاصروا قورش الذي بنى سد دانيال.
وعند ذلك يخرجون أفواجاً أفواجاُ كموج البحر {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف:99] وذلك قرب قيام القيامة والنفخ في الصور {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف:99]. وقد أخبر الحق في موضع آخر عن نقبهم السد وخروجهم: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا.. } [الأنبياء:96-97]، وهذا كائن في آخر الزمان، وقوله: {كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء:96]، أي يسرعون في الإفساد في الأرض، والحدب هو المرتفع في الأرض، وهذه صفتهم حال خروجهم. إخبار الرسول عن فتح من ردم يأجوج ومأجوج وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه فتح من ردم يأجوج ومأجوج في عصره فتحة صغيرة كالحلقة التي تكون من الإبهام والتي تليها، ففي صحيح البخاري عن زينب بنت جحش أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" دخل عليها يوماً فزعاً، يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه»، وحلق بإصبعيه: الإبهام والتي تليها، قالت زينب: فقلت: يا رسول الله، أنهلك، وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث».
[٣] [٤] المراجع ^ أ ب "سدّ ذي القرنين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-16. بتصرّف. ↑ سورة الأنبياء، آية: 97-96. ↑ "يأجوج ومأجوج من بني آدم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-16. بتصرّف. ↑ "نبذة حول يأجوج ومأجوج" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-16. بتصرّف.