الجواب: إذا كان لم يجد مكانا في منى بأن التمس مكانا في منى وحرص ولكن لم يجد مكانا يعفى عنه ولا شيء عليه، لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. أما إذا كان له مكان في منى ولا يبيت فيه بعض الليالي فإن عليه أن يتصدق بشيء... ما دام ترك هذا بسبب المرض والعجز عن المبيت في منى فلا حرج في ذلك، من ترك المبيت في منى لمرض أصابه ودخل في العلاج، أو أذن له من السقاة أو من الرعاة أو حارس أو ما أشبه ذلك من الأعذار فلا حرج عليه، والوكالة جائزة عند العذر. مَن بات في مِنى ثم انتقل إلى منزله داخل مكة -العزيزية أو غيرها- لا حرج عليه، لكنه ترك الأفضل، النبي ﷺ وأصحابه صبروا على حرِّ منى وحرِّ مكة ولم ينتقلوا في النهار، فإذا صبر وتحمَّل ذلك فهو أفضل، وإن انتقل في النهار إلى منزله في مكة وعاد في الليل فلا حرج... لا حرج، من لم يجد مكانًا فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن:16] يقف في مزدلفة أو في العزيزية، والحمد لله. (دروس شرح بلوغ المرام، كتاب الحج والعمرة) ما له أصل، إن وجد مكانًا وإلا في أي مكان، والحمد الله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] حتى في العزيزية حتى في مزدلفة يجلس.
السؤال: قمتُ بالحج هذا العام وكان عندي عُذْر يَمنَعُني من المَبِيت في مِنًى، بسبب مرافقة أطفالي لي كما أنني أُصِبْت بنزلة برد وبسخونة شديدة فهل عليَّ شيء؟ الإجابة: المبيت بمِنًى ليالي التشريق واجب من واجبات الحج، لو تُرِك كان فيه هَدْى، هو شاة فمن لم يستطع صام عشرة أيام، ثلاثة في الحج وسبعة إذا رَجَع إلى أهله. وكيف يصوم الأيام الثلاثة في الحج؟ قيل: يَصومُها ما دام موجودًا هناك لم يَعُدْ إلى وطنه، وقيل: في موسم الحج، وقيل: أيام التشريق الثلاثة للضرورة، كما قال عبد الله بن عمر وعائشة ـ رضي الله عنهما: "لم يُرَخَّصْ في أيام التشريق أن يُصَمْنَ إلا لمن لا يَجِد لِهَدْىٍ وتَرْك المَبِيت ليلة، كترك المبيت في الليالي الثلاثة" والمراد بالمبيت الحضور بمنى معظم الليل، سواء في أوله أو في آخره. والمبيت واجب ليلتين إذا نَفَر قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، وهو اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، فإنْ غَرَبَتْ عليه الشمس بمنى وَجَب أن يَبِيت فيها، وهو واجب عند الأئمة الثلاثة، وجعله أبو حنيفة مندوبًا، من تَرَكَه فلا شيء عليه، وأطال مدة النَّفْر من اليوم الثاني عشر فجَعَلها حتى قبيل فجر اليوم الثالث عشر.
الحمد لله الْمَبِيتُ بِمِنًى لَيَالِيَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَاجِبٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ, يَلْزَمُ الدَّمُ لِمَنْ تَرَكَهُ بِغَيْرِ عُذْرٍ. وَالْقَدْرُ الْوَاجِبُ لِلْمَبِيتِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ هُوَ مُكْثُ أَكْثَرِ اللَّيْلِ. الموسوعة الفقهية ج/17 ص/58 وترك المبيت بمنى ليال أيام التشريق على تفصيل: الحالة الأولى: إذا كان ترك المبيت بمنى لعذر. سئل الشيخ ابن باز عن حكم من لم يستطع المبيت في منى أيام التشريق فقال: لا شيء عليه لقول الله تعالى: ( فاتقوا الله ما استطعتم) سواء كان تركه المبيت لمرض أو عدم وجود مكان أو نحوهما من الأعذار الشرعية كالسقاة والرعاة ومن في حكمهما. الحالة الثانية: إذا ترك المبيت ليال أيام التشريق لغير عذر. قال الشيخ رحمه الله: " من ترك المبيت بمنى أيام التشريق بدون عذر فقد ترك شيئاً شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وبدلالة ترخيصه لبعض أهل الأعذار مثل الرعاة وأهل السقاية. والرخصة لا تكون إلا مقابل العزيمة ، ولذلك اعتبر المبيت بمنى أيام التشريق من واجبات الحج في أصح قولي أهل العلم ، ومن تركه بدون عذر شرعي فعليه دم ، لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ( من ترك نسكاً أو نسيه فليرق دماً) ويكفيه دم واحد عن ترك المبيت أيام التشريق ".
وقال ابن حزم: "مَن لم يَبِتْ في مِنًى فقد أساء ولا شيء عليه". ومن قالوا بعدم وجوبه استندوا إلى ما رواه ابن أبي شيبة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: "إذا رَمَيْتَ الجِمَار فَبِتْ حيث شئتَ. والكل متفق على أن المبيت يَسْقُط عن ذوى الأعذار"، فقد روى البخاري أن العباس عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استأذنه أن يَبِيت بمكة ليالي مِنَى ومن أجل سِقايته، فأَذِنَ له. وعلى هذا لو كان المبيت بمنى فيه مشقة على مريض لا يَجِد علاجًا أو راحة فيها فبات بمكة يُمكِن أن يأخذ برأي أبي حنيفة ومَن معه بأن المَبِيت سُنَّة لا شيء في تركه، وإن كان الأوْلَى أن يَذبَح مراعاةً لرأي الجمهور القائل بأن المَبِيت واجب، وإذا قِيسَ المرض على أعذار السُّقاة فلا شيء على تارك المبيت بمنى. والله أعلم. عطية صقر الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر وعضو بمجمع البحوث الإسلامية 0 24, 420
تاريخ النشر: الخميس 15 ذو القعدة 1429 هـ - 13-11-2008 م التقييم: السؤال سؤالي يتعلق بالحج وأعتذر مسبقا للإطالة لأهميتها لغرض شرح الموضوع بدقة أكرمنا الله تعالى بالحج سنة 1423 هجرية أنا ووالدي ووالدتي علما أن عمر والدي حينها كان 73 سنة ويستخدم العصا أثناء المشي سافرت أنا من النرويج حيث أعيش وسافر أهلي من العراق حيث يعيشون والتقينا في مكة بقيت أنا مع أهلي في الفندق الذي يقيمون فيه في مكة إلى غاية يوم التروية 8 ذي الحجة حيث ذهبت أنا مع حملة النرويج إلى منى وذهب أهلي مع حملة العراق إلى منى ولم ألتق بهم في منى يوم التروية ولا في عرفات ولا في المزدلفة يوم 9 ذي الحجة ثم رجع كل منا مع حملته إلى منى يوم النحر 10 ذي الحجة وأديت أنا أعمال يوم النحر من رمي وذبح وتقصير مع حملتي وأدى أهلي ذلك مع حملتهم علما أن والدي ووالدتي قد وكلوا من رمى عنهم لصعوبة ذلك عليهم بسبب التدافع والزحام الشديدين يوم النحر والتقيت مع أهلي يوم 10 ذي الحجة مساء أي ليلة 11 ذي الحجة حيث ذهبت الى مكان خيمهم في منى وبقيت معهم إلى قبيل الفجر واتفقنا على أن يذهب كل منا مع حملته صباح يوم 11 ذي الحجة أول أيام التشريق إلى مكة لأداء طواف الإفاضة ثم نعود كل مع حملته إلى منى وينتظروني حتى أذهب لهم في مكان خيمهم في منى لنذهب معا لأداء الرمي الخاص بأول أيام التشريق وفعلا أديت أنا طواف الإفاضة وعدت إلى منى وذهبت إلى مكان خيم أهلي بعد المغرب وتفاجئت بعدم وجود والدي ووالدتي وأخبرني رفقاؤهم بالحملة بالاتي أنه أثناء طواف الإفاضة شعر والدي بالتعب فاتفقت معه والدتي على أن يذهب وينتظرها في مكان اتفقوا عليه قرب أحد أبواب الحرم وتكمل والدتي الطواف مع رفقائهم ثم بعد إكمالها الطواف تعود إليه لتساعده على أداء طواف الإفاضة وفعلا أكملت والدتي طواف الإفاضة وذهبت إلى والدي في المكان الذي اتفقوا عليه ولكنها لم تجده وكان معها نائب رئيس حملتهم وعاد رئيس الحملة مع باقي الرفقاء إلى منى وبقيت والدتي ونائب رئيس الحملة في مكة للسؤال عن والدي في المستشفيات وباقي الأماكن المحتملة بالتنسيق مع الأجهزة المسئولة في الحرم ومكة هذا هو كل ما أخبرني به رفقاء أهلي في منى فبقيت أنا في مكان خيم أهلي في منى بانتظار عودة والدي ووالدتي وفي وقت متأخر قبل منتصف الليل حضرت والدتي مع نائب رئيس الحملة وواضح عليهم التعب الشديد ولم يكن والدي معهم وبعد أن ارتاحت والدتي أخبرتني بأنهم سألوا وفتشوا في أماكن كثيرة دون جدوى وعادوا إلى منى عسى أن يجدوا والدي في منى وقد أعادته الكشافة إلى منى ولكن هذا لم يحدث مع الأسف وبعد أن ارتاحت والدتي وكان قد أنهكها التعب والجوع قررنا أن نذهب أنا وهي إلى مكة للتفتيش مرة أخرى ولا أذكر متى كان هذا هل قبل أم بعد منتصف الليل وذهبت أنا ووالدتي أولا إلى مكان خيمة حملتي في منى وأخبرت رئيس الحملة بالأحداث التي حصلت مع أهلي وأعطيته حصى الرمي الخاص بأول أيام التشريق وطلبت منه أن يرمي عني وعن والدي ووالدتي ووعدنا بذلك علما أنه أيضا إمام أحد المساجد في أوسلو وذهبت أنا ووالدتي إلى مكة وكان الزحام شديدا وسألنا في شرطة الحرم والمستشفيات وأماكن أخرى دون جدوى وقررنا العودة إلى منى عسى أن نجده قد عاد إلى منى وكان هذا ظهرا وأثناء العودة كان الزحام شديدا جدا بحيث إن السيارة التي أقلتنا لم تصل إلى منى إلا عند المغرب وذهبنا مباشرة إلى مكان خيم أهلي وتفاجأنا بأن الخيم فارغة وصعقنا حين أخبرنا الكشافة هناك بأن الذين كانوا في هذه الخيم قد عادوا إلى فندقهم في مكة بعد العصر وذهبنا فورا إلى مكان خيم حملتي وكانوا موجودين هناك بنية المبيت في منى وأخبرت رئيس حملتي بالأحداث التي مرت معنا وطلبت منه أن يرمي عني وعن والدي ووالدتي رمي أيام التشريق الثاني وإذا لم أرجع إلى منى يوم التشريق الثالث أن يرمي عني الرمي الخاص بهذا اليوم وذهبت أنا ووالدتي مباشرة إلى مكة وكان الزحام شديد جدا ولم نصل إلى فندق حملة أهلي في مكة إلا قبيل منتصف الليل ووجدنا أن حملة أهلي قد أحضروا السيارات وحملوا عليها أغراضهم بنية الذهاب إلى المدينة والحمد لله تعالى وجدنا والدي وأخبرنا بأن الكشافة أعادوه إلى خيمتهم في منى بعد منتصف ليلة الحادي عشر وأنه بات في منى هذه الليلة وحضر إلى مكة مع الحملة وقبيل الفجر انطلقت سيارة حملة أهلي إلى المدينة ورجعت أنا إلى فندق حملتي في مكة وبقيت فيه حيث عادت حملتي أيضا بعد ساعات وعندما عادوا أخبرني الشيخ رئيس حملتي بأنه لم يرم عني وعن والدي ووالدتي لا يوم التشريق الأول ولا يوم التشريق الثاني ولم يرم عني يوم التشريق الثالث وأنه يكفينا أن نصوم 10 أيام كفارة عن ذلك وصمت أنا فعلا وأخبرت أهلي أن يقوموا بذلك سؤالي الآن ماذا علي وعلى والدي ووالدتي بسبب عدم الرمي أيام التشريق وماذا علينا لأننا لم نبق في منى أيام وليالي التشريق كاملة بل فقط جزء منها ختاما أرجوكم إعطائي جوابا شافيا مفصلا؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فبالنسبةِ لهذا الوالد فالظاهرُ من السؤال أنه لم يكمل طواف الإفاضة فإذا كان كذلك فهو باقٍ على إحرامه ويلزمه التوجه إلى مكة وإتمام النسك، والكف عن إتيان النساء فإنه إن كان رمى جمرة العقبة وحلق أو قصر، فلا يحرمُ عليه بعد ذلك إلا النساء وما يتعلق بهن، وما فعله من المحظورات جاهلاً بحكمه في هذه المدة فلا شيء عليه فيه، لقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 5} والذي يظهر أن والدتك كانت قادرةً على الرمي فقد كانت تتحركُ معك في البحث عن أبيك؛ ولذا لم تكن الاستنابة جائزةً لكما لإمكان إتمام الرمي مع البحث عن الوالد، وانظري الفتوى رقم: 24164 ، والفتوى رقم: 27187 وعلى كلٍ؛ فالرمي لم يحصل منكم لا بأنفسكم ولا بالنائب عنكم، ولذا فالواجبُ على كل واحد منكم دمٌ (شاة) تُذبح وتوزع على فقراء الحرم، لقول ابن عباسٍ رضي الله عنهما: من ترك شيئاً من نسكه أو نسيه فعليه دم.
وجزم الشافعية بإلحاق من له مال يخاف ضياعه أو أمر يخاف فوته أو مريضٍ يتعاهده بأهل السقاية ورُعاء الإبل، وقال المالكية: يجبُ الدم في المذكورات سوى الرعاء ، قالوا: ومن ترك المبيت بغير عذرٍ وجب عليه دمٌ كل ليلة، وقال الشافعي: عن كل ليلةٍ إطعام مسكينٍ، وقيل عنه التصدق بدرهم وعن الثلاث دمٌ وهي رواية عن أحمد. انتهى. والله أعلم.
إذا خرجوا للجلوس يلزمهم الجلوس في منى، إذا وجدوا مكانًا يلزمهم الجلوس في منى، أما إذا ما وجدوا مكانًا ما يلزمهم يروحوا منى يبيتوا في محلهم. ما فيه شيء، لكن الأفضل بقاؤه في منى بالليل والنهار مثل ما بقي النبي ﷺ لا يتراوح بينها وبين العزيزية. الجواب: المبيت في منى فيه خلاف بين أهل العلم، من أهل العلم من قال: إنه واجب، وهو الأرجح والأصح؛ لأن النبي ﷺ بات في منى، وقال: خذوا عني مناسككم ورخص للعباس وللرعاة في ترك المبيت، العباس من أجل السقاية، والرعاة من أجل الرعي في الليل، فلما رخص لهم دون... الجواب: ليس عليكم شيء إن شاء الله،..... الأفضل بقاؤكم في منى، ولكن لو خرجتم لا حرج، المهم أن تبيتوا في منى، والحمد لله. الجواب: ما دام الواقع كما ذكره السائل فلا شيء عليه؛ لأن مروره بمزدلفة بعد نصف الليل وجمعه الصلاة فيها كل ذلك يحصل به الإجزاء والحمد لله؛ ولأنه معذور بسبب الحملات وعدم تمكنه من البقاء فلا حرج في ذلك، والمبيت في مزدلفة واجب على الصحيح، وقال بعض أهل العلم:... الجواب: لا حرج في ذلك لم يتسير له المبيت في منى لمرضه، شق عليه ولم يستطع أو ذهب إلى المستشفى فلا شيء عليه، الحمد لله، كالسقاة والرعاة ليس عليهم شيء، وهكذا السجين الذي أخذ لعلة وسجن فلا شيء عليه، نعم.
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله ج/5 ص/182. ويذبحه ( أي الهدي) ويفرّقه في الحرم على الفقراء ولا يأكل منه. والله أعلم.
المقدم: الحمد لله، جزاكم الله خيراً. الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت فليس عليك شيء، الله يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، والوكيل يقوم مقامك في الرمي، أما عدم المبيت بمنى فإذا كنت تركت ذلك عجزًا أو للذهاب إلى الطبيب فلا شيء عليك، والحمد لله. المقدم: جزاكم... نرجو ألا يكون عليكم شيء؛ لأنكم معذورون بالزحام وبفقد الوالد، نرجو ألا حرج عليكم ولا يكون عليكم شيء؛ لأن العذر عذر عظيم، والنبي ﷺ رخص للسقاة في عدم المبيت ليالي منى، ورخص للرعاة في عدم المبيت للمشقة، فأنتم بهذه الأحداث عليكم مشقة كبيرة أخرتكم عن منى،... الواجب على الحجاج أن يبيتوا في منى، ليلة إحدى عشرة وليلة اثنتي عشرة هذا الواجب، إلا السقاة والرعاة ومن له عذر كالمريض فإذا كنت تبيت غالب الليل فلا شيء عليك، أما إذا كنت تبيت أقل من الأكثر فعليك دم؛ لأنك غير معذور، والرسول ﷺ بات في منى والصحابة... رمي الجمرات نسك مستقل، والمبيت نسك مستقل، والواجب على الحاج هذا وهذا، على الحاج أن يبيت في منى في الليلة الحادية عشرة والثانية عشرة إن تعجل، فإن لم يتعجل بات الثالثة عشرة أيضًا، وعليه أن يرمي الجمار في الأيام كلها، يوم العيد والحادي عشر والثاني...
وأما ما أفتى به هذا الشيخ من وجوب صيام عشرة أيام فهو إنما يجب عند العجز عن ذبح الهدي، وقد رجح الشيخ العثيمين أن من عجز عن ذبح الهدي فليس عليه شيء. وأما تركك المبيت بمنى ثاني وثالث أيام التشريق فقد اختلفَ أهل العلم في حكم المبيت بمنى وما يلزم من تركه وانظري في ذلك الفتوى رقم: 18217. وكونكِ لا تذكرين إذا كان انصرافُكِ ليلة الثاني عشر قبل نصف الليل أو بعده، فالأصل أن الليل لم ينتصف، وأما والدتك فحكمها حكمك لأنها تركت المبيت ليلة ثاني أيام التشريق، وليلة ثالث أيام التشريق وقد تواجدتما بمنى بعد غروب يوم الثاني عشر كما فهمناه من السؤال، وقد كنتما معذورتين في ترك المبيت لأجل البحث عن الوالد. وعلى هذا؛ فلا يلزمكما شيء. وأما الوالد فإذا كان قد وكل من يرمي عنه الجمرات وقد رُميت عنه وكان عاجزاً عن رميها فلا شيء عليه، وأما إذا لم تكن رُميت عنه أو كان قادراً على الرمي وقصر فيه فعليه دمٌ كما ذكرنا، وإن كان قد بات بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر وتعجل في يومين فلا شيء عليه لترك المبيت. قال الحافظ مبيناً بعض أحكام المبيت بمنى: وبوجوب المبيت قال الجمهور، وفي قول للشافعي ورواية عن أحمد وهو مذهب الحنفية أنه سنة، ووجوب الدم بتركه مبنيٌ على هذا الخلاف، ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليل، والعلة في الترخيص للسقاة إعداد الماء للشاربين، وهل يختص ذلك بالماء أو يلتحق به ما في معناه من الأكل وغيره؟ محل احتمال.